الكل هنا خائف لا احد يحب الكلام في السياسة ...
بداخل كل واحد فين كميه من الرعب تمنعه من فعل ذلك العمل الذي صوره لنا حكامنا انه احد حدود الله ومن يتعداها يلقى عذاب مهين ويقام عليه الحد .
وفي هذا الزمن زمن كانت فيه الكلمة لا تؤثر في قلوب الملايين كان الذي يحب أن يضحي من اجل الحرية كان يتهور ويكتب مقال او كتاب ينتقد في النظام او الحاكم وبالفعل كان كل الناس يقتنعوا بكلامه الداعي للحرية لكن لا احد كان يتحرك لفعل شي غير النظام الذي يلقي القبض عليه ويذهب به إلى وراء الشمس وان كان النظام من الأنظمة المدعية للديمقراطية كان يذهب به الى أمام الشمس وما اقسي الطقس هناك ...
لكن ومن هذه الحالة الغريبة الحزينة التي يعيشها المواطن العربي ظهر بطل العرب وفارسهم المدعو محمد بوعزيزي فقرر ان يضحي بنفسه على أمل ان تغيب هذه السحابة عن سماء العرب وتظهر الشمس لنا بصورتها النقية الصافية ...
أدرك ذلك الشاب الشجاع ان المواطن العربي مسلوب الحرية مكبوت الإرادة لا احد يهتم به فظن ان احرقه لنفسه ممكن ان يكون شرارة تحرق بها الأمة بأكملها وقد تكون أضرار هذا الحريق كبيره لكن سوف يحترق أيضا أي معنى للدكتاتورية والظلم لقد حلم بوعزيزي وما أجمل حلمه ..
والظن الذي ظن فيه كان في محله لقد حررت أمة بأكملها أنت احد فرسان العرب أنت احد محرريها أنت يكفيك شرفا انك أنت أنت من الذين قال فيهم شاعرنا المقالح :-
يا فارس النهار والمساء ...
قبلك لم تكن لنا هوية لا أسماء ...
قبلك ما كانت لنا قضيه ....
في حقيقة الأمر انا لا أعرفك ولا ادري ما كانت عليه نيتك لكن أتمنى من الله
ان تكون نيتك العزة وليس اليأس
و ان يكتبك شهيدا وليس منتحرا
ولو كتبت لي الشهادة وكتب لي ان اشفع ل70 من أمة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ستكون أنت من أوائل من اشفع لهم إذا لم يشفع لك أحد قبلي ومحبيك ما أكثرهم يا محرر امتنا ويا من أيقضنا من سباتنا